للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم:

ألا فِي سبيل الله ماذا تضمّنت ... بطون الثرى واستودع البلد القفر

بدورٌ إذا الدنيا دجت أشرقت بهم ... وإن أجدبت يوماً فأيديهم القطر

فيا شامتاً بالموت لا تشمتن بهم ... حياتهم فخرٌ وموتهم ذكر

حياتهم كانت لأعدائهم عمىً ... وموتهم للفاخرين بهم فخر

أقاموا بظهر الأرض فاخضرّ عودها ... وصاروا ببطن الأرض فاستوحش الظهر

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت عمي يقول: سمعت أعرابياً ينشد:

كلاب الناس إن فكرت فيهم ... أضرّ عليك من كلب الكلاب

لأن الكلب لا يؤذي صديقاً ... وإن صديق هذا فِي عذاب

ويأتي حين يأتي فِي ثياب ... وقد حزمت عَلَى رجل مصاب

فأخزى الله أثواباً عليه ... وأخزى الله ما تحت الثياب

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: خرج أعرابي إِلَى الشام، فكتب عمه كتباً فلم يجيبوه عنها، فكتب إليهم:

ألا أبلغ معاتبتي وقولي ... بني عمي فقد حسن العتاب

وسل هل كان لي ذنب إليهم ... هم منه فاعتبهم غضاب

كتبت إليهم كتباً مراراً ... فلم يرجع إِلَى لهم جواب

فلا أدري أغيّرهم تنائي ... وطول العهد أم مالٌ أصابوا

فمن يك لا يدوم له وفاء ... وفيه حين يغترب انقلاب

فعهدي دائم لهم وودي ... عَلَى حال إذا شهدوا وغابوا

[ما يجيء من الكلمات بالثاء المثلثة والذال المعجمة]

قَالَ الأصمعي يُقَال لتراب البئر: النبيثة والنبيذة، وقَالَ: يُقَال: قربٌ حثحاثٌ وحذحاذٌ إذا كان سريعاً، ويقَالَ: قثم له من ماله وقذم، وغذم له من ماله وغثم إذا دفع إليه دفعه فأكثر،

<<  <  ج: ص:  >  >>