للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وصف أعرابي للسويق]

قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم، قَالَ: قَالَ الأصمعي: عاب رجلٌ السّويق بحضرة أعرابي، فقَالَ: لا تعبه، فإنه عدة المسافر، وطعام العجلان، وغذاء المبكر، وبلغة المريض، ويسرو فؤاد الحزين، ويردّ من نفس المحدود، وجيدٌ فِي التسمين، ومنعوتٌ فِي الطّب، وقفاره يجلو البلغم، وملتوته يصفّي الدّم، وإن شئت كان شراباً، وإن شئت كان طعاماً، وإن شئت فثريداً، وإن شئت فخبيصا يسرو: يكشف ما عليه، يُقَال: سراً عنه ثوبه إذا نزعه، والمحدود: الذي قد حدّ أي قد ضرب الحدّ، والقفار: الذي لم يلتّ بشيء من أدم لا زيتٍ ولا سمن ولا لبن، يُقَال: طعام قفار وعفار وعفير وسختيت وحثٌ.

حَدَّثَنِي أَبُو عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس، عَنِ ابن الاعرابي، قَالَ: العرب تقول: ماء قراح، وخبزٌ قفار لا أدم معه، وسويق حثٌ وهو الذي لم يلتّ بسمن ولا زيتٍ، وحنظل مبسل وهو أن يؤكل وحده قَالَ الراجز:

بئس الطعام الحنظل المبسّل ... ييجع منه كبدي وأكسل

ويروى: ياجع

قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: قَالَ أعرابى: اعتذارٌ من منع أجمل من وعد ممطول

[تخاصم مالك بن أسماء بن خارجة وأخيه عيينة وما قاله فيه من الشعر لما حبسه الحجاج]

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنباري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، قَالَ: كان مالك بن أسماء بن خارجة واجداً عَلَى أخيه عيينة بن أسماء، وطال ذلك حتى تفاقم الأمر بينهما، فأخذ الحجاج عيينة فحبسه لجبايات كانت له، وكتب إِلَى مالك يعلمه بذلك وهو يظن أنه يسره، فلما قرأ الكتاب أنشأ يقول:

ذهب الرّقاد فما يحسّ رقاد ... مما شجاك وملّت العواد

خبرٌ أتاني عَنْ عيينة مفظعٌ ... كادت تقطّع عنده الأكباد

ويروى: عَنْ عيينة موجعٌ

بلغ النفوس بلاؤه فكأننا ... موتى وفينا الروح والأجساد

<<  <  ج: ص:  >  >>