للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يغن عنهم أدبي وضربي ... ولا إتّساعي لهم ورحبي

فليتني متّ بغير عقب ... أوليتني كنت عقيم الصّلب

قَالَ: وقرأت عَلَى أبي عمر، قَالَ: وأنشدنا أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي، لحضين بن المنذر يهجو ابنه غياظا:

نسي لما أوليت من صالح مضى ... وأنت لتأنيبٍ عَلَى حفيظ

تلين لأهل الغلّ والغمر منهم ... وأنت عَلَى أهل الصّفاء غليظ

عدوّك مسرور وذو الودّ بالذي ... أتى منك من غيظٍ عَلَى كظيظ

وسمّيت غياظا ولست بغائط ... عدواًّ ولكنّ الصديق تغيظ

فلا حفظ الرحمن روحك حيّةً ... ولا هي فِي الأرواح حين تفيظ

قَالَ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله:

إن يحسدوني فإنّي غير لائمهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهم ... ومات وما أكثرنا غيظاً بما يجد

أنا الذي يجدوني فِي صدورهم ... لا أرتقى صدراً منها ولا أرد

قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله:

أخ لي كأيام الحياة إخاؤه ... تلوّن ألواناً عَلَى خطوبها

إذا عبت منه خلّةً فهجرته ... دعتني إليه خلّة لا أعيبها

قَالَ: وأنشدني أَبُو بَكْرِ بن أبى الأزهر، مستملى أبى العباس، قَالَ: أنشدني الزبير بن بكّار، لسويد بن الصامت:

ألا ربما تدعو صديقاً ولو ترى ... مقالته بالغيب ساءك ما يفرى

لسان له كالشّهد ما دمت حاضراً ... وبالغيب مطرور عَلَى ثغرة النحر

مطرور: محدّد، من طررت السكين: حددتها.

رثاء نهار بن توسعة للمهلب وما ترتب عَلَى ذلك

قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: مات المهلّب بمرو الرّوذ بخراسان، وكانت ولايته أربع سنين، فقَالَ نهار بن توسعة:

<<  <  ج: ص:  >  >>