للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما أنا فِي أمري ولا فِي خصومتي ... بمهتضم حقي ولا سالمٍ قرني

ولا مسلم مولاي عند جنايةٍ ... ولا مظهرٍ عيني وما سمعت أذني

وفضّلني فِي الشعر والعلم أنني ... أقول عَلَى علم وأعلم ما أعني

فأصحت إذا فضّلت مروان وابنه ... عَلَى الناس قد فضّلت خير أبٍ وابن

فقَالَ عبد الملك: من يلومني عَلَى حبّ هذا! وأمر له بجائزة وقطيعةٍ بالعراق، فقَالَ: يا أمير المؤمنين، إن الحجّاج عَلَى واجد، فكتب إليه بالصفح عنه، وبحسن صلته، فأمر له الحجاج بذلك

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى قَالَ: أنشدنا ثعلب، قَالَ: أنشدنا ابن الأعرابي:

ويأخذ عيب المرء من عيب نفسه ... مرادٌ لعمري ما أراد قريب

قَالَ: وقَالَ لنا بعض المشايخ: هذا البيت مبني عَلَى كلام الأحنف بن قيس، وقَالَ له رجل: ادللني عَلَى رجل كثير العيوب، فقَالَ: اطلبه عيّاباً فإنما يعيب الناس بفضل ما فيه.

وحَدَّثَنَا ابن دريد، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: نزلت فِي واد من أودية بني العنبر وإذا هو معانٌ بأهله وإذا فتيةٌ يريدون البصرة، فأحببت صحبتهم فأقمت ليلتي تلك عليهم، وإني لوصبٌ محمومٌ أخاف لا أستمسك عَلَى راحلتي، فلما قاموا ليرحلوا أيقظوني، فلما رأوا حالي رحلوا بي وحملوني، وركب أحدهم ورائي يمسكني، فلما أمعنوا فِي السير: تنادوا: ألا فتىً يحدو بنا أو ينشدنا؟ فإذا منشدٌ فِي جوف الليل بصوتٍ ندٍ حزين يقول:

لعمرك إني يوم بانوا فلم أمت ... خفاتاً عَلَى آثارهم لصبور

غداة المنقى إذا رميت بنظرةٍ ... ونحن عَلَى متن الطريق نسير

ففاضت دموع العين حتى كأنها ... لناظرها غصنٌ يراح مطير

فقلت لقلبي حين خفّ به الهوى ... وكاد من الوجد المبرّ يطير

فهذا ولمّا تمض للبين ليلةٌ ... فكيف إذا مرّت عليك شهور

وأصبح أعلام الأحبة دونها ... من الأرض غولٌ نازحٌ ومسير

<<  <  ج: ص:  >  >>