للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أبا فراس، ربَّ شيخٍ بالبصرة مشركٍ بالله فذلك شرٌ من أبي فراس، ورب شيخٍ بالبصرة ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم عَلَى الله لأبّره، فذلك خير من الحسن.

يا أبا فراس، ما أعددت لهذا اليوم؟ قَالَ: شهادة أن لا إله إلا الله مذ ثمانون سنةً، ثم قَالَ: يا أبا سعيد، هل إِلَى التوبة من سبيل؟ قَالَ: إي والله، إن باب التوبة لمفتوح من قبل المغرب عرضه أربعون لا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله، قَالَ: يا أبا سعيد، فكيف أصنع بقذف المحصنات؟ قَالَ: تتوب الآن وتعاهد الله ألا تعود، قَالَ: فإنّي أعاهد الله ألا أقذف، أو قَالَ: أسبَّ، محصنةً بعد يومي هذا

[وصية محمد الباقر لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما]

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى أَبُو بشر العكليّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أو حدثت عَنْ أسد بن سعيد، الشك من أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، عَنْ جدّي، عَنْ عفير، قَالَ: دخل أَبُو جعفر محمد بن عَلَى بن الحسن عَلَى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فقَالَ: يا أبا جعفر أوصني، قَالَ: أوصيك أن تتخّذ صغير المسلمين ولداً، وأوسطهم أخاً، وكبيرهم أباً، فارحم ولدك، وصل أخاك، وبرّ أباك، وإذا صنعت معروفا فربه قوله: فربّه أي أدمه، يُقَال: ربّ بالمكان وأربّ أي أقام به ودام، قَالَ بشر:

أر عَلَى مغانيها ملثٌّ ... هزيمٌ ودقه حتّى عفاها

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: اختصم أعرابيان إِلَى شيخ منهم، فقَالَ: أحدهما: أصلحك الله، ما يحسن صاحبي هذا آيةً من كتاب الله عز وجل، فقَالَ الآخر: كذب والله، إنّي لقارئ كتاب الله، قَالَ: فاقرأ، فقَالَ:

علق القلب ربابا ... بعد ما شابت وشابا

فقَالَ الشيخ: لقد قرأتها كما أنزلها الله، فقَالَ صاحبه، والله أصلحك الله، ما تعلمّها إلا البارحة

[ذكر ما وقع لوالي مكة مع رجل سفيه]

قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا المدائني، قَالَ: كان بمكة رجلٌ سفيه يجمع بين الرجال والنساء، فشكا ذلك أهل مكة إِلَى الوالي فغربه إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>