للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما تناهى الحب فِي القلب واردا ... أقام وأعيت بعد ذاك مصادره

وقد كان قلبى فِي حجابٍ يكنه وحبك ... من دون الحجاب يساتره

فماذا الذى يشفى من الحب بعدما ... تشربه بطن الفؤاد وظاهره

وأنشدنا الأخفش، قَالَ: أنشدنا أَبُو الطريف شاعر كان مع المعتمد لنفسه

أتهجرون فتىً أغرى بكم تيها ... حقاً لدعوة صب أن تجيبوها

أهدى إليكم عَلَى نأىٍ تحيته ... حيوا بأحسن منها أو فردوها

شيعتهم فاسترابونى فقلت لهم ... إنى بعثت مع الأجمال أحدوها

قالوا فما نفس يعلوك ذا صعدٍ ... وما لعينك لا ترقى مآقيها

قلت التنفس من تداب سيركم ... والعين تذرف دمعا من قذى فيها

حتى إذا ارتحلوا والليل معتكر ... خفضت من جنحه صوتى أناديها

يا من بها أنا هيمان ومختبل ... هل لى إِلَى الوصل من عقبى أرجيها

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قصيدة له أولها:

قلب تقطع فاستحال نجيعا ... فجرى فصار مع الدموع دموعا

ردت إِلَى أحشائه زفراته ... ففضضن منه جوانحا وضلوعا

عجبا لنار ضرمت فِي صدره ... فاستنبطت من جفنه ينبوعا

لهب يكون إذا تلبس بالحشا ... قيظاً ويظهر فِي الجفون ربيعا

وأنشدنا أَبُو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى:

أما والذي لا خلد إلا لوجهه ... ولم يك فِي العز المنيع له كفو

لئن كان طعم الصبر مرافعته ... لقد يجتنى من غبه الثمر الحلو

وقرأنا عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد قول الشاعر:

نسى الأمانة من مخافة لقحٍ ... شمس تركن بضيعه مجزولا

أي نسي الأمانة من مخافة هذه اللقح، يعنى السياط، شبهها إذا ارتفعت بأيدى الرجال بأذناب الإبل إذا لقحت فرفعت أذنابها.

وشمس: فيها شماس لا تستقر.

وبضيعه: لحمه.

ومجزول: مقطوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>