للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من شدة التعب أو من علة.

وما له هارب ولا قارب، فالهارب: الصادر عَنِ الماء، والقارب: الطالب للماء.

وما له عاو ولا نابح، أى ما له غنم يعوي بها الذئب أو ينبح فيها الكلب، فإذا نفى عنه العاوى والنابح فقد نفى عنه الغنم.

وما له هلع ولا هلعة، أى ما له جدى ولا عناق.

وما له زرع ولا ضرع.

وما له قد ولا قحف، فالقد: إناء من جلود، والقحف: إناء من خشب.

وما له أقذ ولا مريش، فالأقذ: السهم الذي لا قذة له، وهى الريش، وجمعها قذذ، والمريش: الذي عليه ريش.

وما له سعنة ولا معنة، أي ماله قليل ولا كثير، قَالَ النمر بن تولب:

ولا ضيعته فألام فيه ... فإن ضياع مالك غير معن

أى غير يسير ولا هين، قَالَ أَبُو العباس: فدل هذا عَلَى أن المعن: القليل، والسعن: الكثير

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنِي أبى، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن الحكم، عَنْ قطرب، قَالَ: يُقَال: ما له سعن ولا معن فالسعن: الودك.

والمعن: المعروف وأنشد بيت النمر، وقد مضى فِي الباب.

وما له دار ولا عقار، فالعقار: النخل.

وما له ستر ولا حجر، فالستر: الحياء، قَالَ زهير:

الستر دون الفاحشات ولا ... يلقاك دون الخير من ستر

والحجر: العقل، وإنما سمي حجر لأنه يحجر صاحبه عَنِ القبيح.

وما له أثر ولا عثير، فالعثير: الغبار، قَالَ الشاعر:

أثرن عليهم عثيراً بالحوافر.

قَالَ أَبُو العباس أحمد بن يحيى: ومعناه: أنه لا يغزو راجلا فيتبين أثره، ولا فارسا فيثير الغبار فرسه.

وما له حس ولا بس، أي ماله حركة، فالحس: ما يحس به، والِبس من قولهم: أبسست بالناقة، إذا قلت لها: بس بس لتدر.

وكسروا الباء ليكون عَلَى مثال حس.

وقَالَ أَبُو عبيدة: يُقَال: قدم فلان فما جاء بهلة ولا بلةٍ، فهلة: فرح، وبلة: أدنى بلل من الخير.

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، عَنْ أبى عثمان، عَنِ التوزى، عَنْ أبى عبيدة، لرجل من بنى تميم:

ولما رأين بنى عاصم ... دعون الذى كن أنسينه

فوارين ما كن حسرنه ... وأخفين ما كن يبدينه

يصف نساء سبين فأنسين الحياء، فأبدين وجوههن وحسرن رءوسهن، فلما رأين بنى عاصم أيقن أنهن قد أستنقذن، فراجعن حياءهن فسترن وجوههن وغطين رءوسهن.

<<  <  ج: ص:  >  >>