للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المدة الاولى من سنة ١ الى ١٥٠ هـ]

في هذه المدة لم يبلغ الطب عند العرب رتبة العلم المتقن بل اقتصر على بعض المعلومات المكتسبة بلاختبار. إلا إن الامم المجاورة للعرب كانت على درجة عليا من العمران والتمدن ولا سيما في علوم الطب ولذلك كان الافراد قليلون من العرب يقتبسون منهم شيئاً من المعلومات الطبية ويأتون بها الى الاوطان. ومما رغبهم على اتباع هذه الخطة الاحاديث المروية عن صاحب الشريعة الاسلامية في تعاطي بعض العلاجات وقد جمع جلال الين السيوطي هذه الاحاديث في مصنف كبير وسماها الطب النبوي. وقيل بل الطب النبوي هذا هو لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨هـ. وفي هذه المدة كان الخلفاء والقواد الفاتحون من المسلمين خارج بلاد العرب يستخدمون الاطباء من نصارى ويهود. غير انه في هذه المدة لم يكن احد قط من العرب ألف مصنفات في علم الطب " ١٤ اسماً "

[المدة الثانية من سنة ١٥٠ ال ٣٠٠هـ]

وفي هذه المدة قاما نبغ بين العرب او بين المسلمين وغيرهم اناس انتدبوا انفسهم للعلوم الطبية فان السواد الاعظم من رجال الطب ما زالوا من النصارى. واشتهر بين هؤلاء عشيرة يخنيشوع التي ظهر منها اثناء ثلاثة قرون عدة اطباء ماهرين. إلا أن الخلفاء اخذوا في هذه المدة يهتمون بتنشيط العلوم ولا سيما الطب وذلك بأنهم استدعوا الى بلاطهم المعلمين والمهرة من اهل هذه الصناعة بل صاروا يستجدون مهرة النقلة لترجمة المصنفات اليونانية الطبية الى العربية. وممن فاق في صناعة النقل حنين العبادي وبنوه.

ومن الصابئة الحرانيين ثابت بن قرة بن زهرون وبنوه " ٧٢ اسماً "

<<  <   >  >>