للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنة ٦٣٦هـ نظم هي هذا العلم قصيدته الخزرجية الشهيرة بالرامزة التي شرحها كثيرون.

والفرق الجوهري بين شعر الجاهلية وشعر زمن بني العباس هو نفس الفرق الذي بين عرب تلك الازمنة وبين العرب الذين نبغوا في مدة الخلفاء العباسيين فإن اولئك كانوا على الغالب ابناء البادية واهل شدة وقلة مع إن هؤلاء كانوا على الغالب ابناء العمران واهل النعمة بعد الظفر. او بعبارة اخرى كان الشعر القديم اشد من صخور البادية واروق من سماء الصحاري وصار الشعر المحدث انعم من الحرير وازكى من المسك. وبالجملة دخل بعد وضع قواعد العروض والقوافي على النظم دور جديد لأنه بسبب العمران والتمدن وو ضع تلك القواعد تهذب الشعر في اوزانه وقوافيه عما كان عليه في زمن الفطرة الطبيعية إلا أنه زالت منه معانيه العالية ودخلت فيه اوصاف التفكر والتبصر مع التكلف نقصت جزالته وزادت رقته كان ينبوعاً دافقاً فصار صناعة متقنة.

والمؤلفات في العروض والقوافي كثيرة تراها في فهرست المكتبة الخديوية غير أن المطبوع منها قليل وهاك ما تيسر لنا للوقوف عليه منه.

[١ - الجوهرة الثانية في أعاريض الشعر وعلل القوافي.]

من كتاب العقد الفريد لأحمد بن عبد ربه القرطبي المولود سنة ٢٤٦هـ المتوفى بقرطبة سنة ٣٢٨هـ. والعقد الفريد هذا مرتب على ٢٥ باباً طبع في ٣ج في بولاق سنة ١٢٩٣هـ وعلى الهامش زهر الآداب وثمر الالباب للحصري المتوفى بالقيروان سنة ٤٥٣هـ وقد طبع العقد الفريد في مصر مراراً منها سنة ١٣٠٥هـ وهو غير العقد الفريد للملك السعيد تأليف الوزير محمد القرشي النصبي المتوفى سنة ٦٥٢هـ. كان ابن عبد ربه هذا من معاتيق بني امية الاندلسيين واشتهر بالشعر واللغة والتاريخ ولاسيما بالهجو.

<<  <   >  >>