للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢١ - ابن زيدون]

هو ابو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون الشاعر المشهور ولد سنة ٣٩٤هـ سنة ١٠٠٣م في قرطبة والمتوفى سنة ٤٦٣هـ سنة ١٠٧٠م في مدينة اشبيلية ودفن بها. نشأ في قرطبة في نعمة سابغة وثروة واسعة واشتغل بالفنون وبلغ في صناعة النظم والنثر مبلغاً لم يسبقه غيره اليه وقد سمي بحتري المغرب لحسن ديباجة لفظه ووضوح معانيه واكثر في نثره من استعمال امثال العرب وجل اشعار المتقدمين والمتأخرين حتى قيل أن رسائله اشبه بالمنظوم من المنثور. واتصل بخدمة ابي الحزم من جهور وابنه ابي الوليد فرفعا مكانته واستوزراه وسفر بينهما وبين ملوك الاندلس وكان في قرطبة زعيم الفئة القرطبية ونشأة الدولة الجهورية. ثم انتقل عن قرطبة إلى المعتضد عباد صاحب اشبيلية في سنة ٤٤١هـ ١٠٤٩م فجعله من خواصه يجالسه في خلواته ويركن إلى اشاراته وكان معه في صورة وزير واستخلصه استخلاص المعتصم لابن ابي داود والقى بيده مقاد ملكه وزمامه فلاذ به وبقي ملتحفاً بحظوته حتى ادركه حمامه سنة ٤٦٣هـ ١٠٧٠م. وترجمه الفتح بن خاقان صاحب قلائد العقبان. وله شيء كثير من الرسائل والنظم وكان ابن زيدون هذا يكلف ولادة بنت المستكفي الاموي ويهيم وقد خلع فيها عذاره ونظم فيها القصائد والمقطعات وله مع ولادة هذه الحكايات العجيبة والاخبار الغريبة فكانت الايام تدنيه وتبعده وتسوئه وتسعده.

وكان ابو عامر بن عبدوس يهوى ولادة هذه ويشغف بها فارسل اليها مرة امرأة تستميلها اليه فبلغ ذلك ابن زيدون فكتب اليه رسالته المشهورة ليتهكم به واجاد فيها ما شاء وكل الرسالة مشحونة بفنون الآداب نظماً ونثراً. وقد شرحها بعضهم منهم جمال الدين محمد بن نباته المصري المتوفى سنة ٧٦٨هـ ١٣٦٦م في شرح سماه سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون. طبع في بولاق سنة ١٢٧٨هـ وفي القاهرة سنة ١٣٠٥هـ على هامش شرح لامية العجم للطغرائي والشرح هذا هو لصلاح الدين الصفدي المتوفى سنة ٧٦٤هـ ١٣٦٢م ومنهم أيضاً صلاح الدين الصفدي المذكور وقد طبعت الرسالة نفسها مع هذين الشرحين في مدينة لايدن سنة ١٨٣٣م و ١٨٤٦م.

<<  <   >  >>