للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قد أنفق عليها سابقًا من ماله! (١)

لقد أضحت المرأة في واقع التوحّش الليبرالي في زمن ((ما بعد الحداثة)) أشبه (باللعب الجنسيّة) ؛ فهي على الحقيقة لا المجاز توضع في (فترينات) في محلات الدعارة في الغرب, ويمتهن جسدها على مدار اليوم في المجال البصري للرجل من خلال وسائل الإعلام والإشهار والترفيه؛ فكانت نهايتها أن تعامل من الرجل على أنّها لا تملك من جسدها شيئًا إذا ما رأى الرجل أنّه قد صار له حق فيها لمجرّد أنه التقى بها لمرات في مطعم, أو أنفق عليها دولارات معدودة!

الأنثى في محرقة (الانفجار الجنسي) : كشف رئيس التخطيط الأبوي لمدينة نيويورك سنة ١٩٩٧م أنّ ٧٥% من المراهقين الأمريكان يمارسون الجنس قبل الانتهاء من سنوات التعليم في المدرسة الثانوية, وأنّ في مدينة نيويورك وحدها تحمل كل عام أكثر من ٤٥ ألف فتاة في السنوات العمرية بين ١٥ و١٩ سنة. (٢)

وفي دراسة أجريت سنة ١٩٩٣م حول النساء اللواتي يدرسن في الجامعات الأمريكيّة, كشف الإحصاء أنّ ٦٩,٨% من الطالبات قد تعرضن (لإكراه لفظي) بالدعوة إلى (مواقعة جنسيّة لا يرغبن فيها) ! (٣)

لقد تحوّلت (الليبراليّة الجنسيّة) في زمن ((ما بعد الحداثة)) , من حلم أنثوي وردي بعد زمن (التابوهات) , إلى كابوس أخلاقي واجتماعي واقتصادي امتدّ تأثيره إلى البنيّات الصغيرات في المدارس الإعداديّة بسبب محاولة إلغاء قيم ((العفّة)) و ((الحياء)) و ((الأسرة)) التي قيل إنّها صناعة (المجتمعات الباطريركيّة) (٤) ...


(١) انظر؛ Wendy Shalit, A Return to Modesty, p.٤٠
(٢) انظر المصدر السابق, ص ٢٤
(٣) انظر المصدر السابق, ص ٢٩
(٤) أي التي يحكمها الذكور.

<<  <   >  >>