للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: غزوة بني سليم ١

بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعًا من "بني سليم، وغطفان" يوجد عند ماء يقال له "قرقرة الكدر"٢ ويقع في وسط الطريق بين مكة والشام جهة نجد، وأن هذا الجمع يريد مهاجمة المسلمين في المدينة، فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إليهم قبل أن يستفحل أمرهم.

وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني سليم في مائتين من أصحابه في أوائل شوال عقب "بدر" بسبعة أيام فقط وحمل اللواء علي بن أبي طالب رضي الله عنه٣.

وقد فر بنو سليم عندما علموا بخروج المسلمين إليهم، وتركوا خلفهم خمسمائة بعير، غنمها المسلمون، وقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشتركين وفق حكم الله تعالى ووجد الرسول صلى الله عليه وسلم في الديار غلامًا اسمه "يسار" فسأله صلى الله عليه وسلم عن الناس فقال يسار: لا علم لي بهم، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وأعتقه حينما رآه يصلي.

وقد خلف الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، وقيل عبد الله بن أم مكتوم، وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم في ديار بني سليم ثلاثة أيام، ثم عاد إلى المدينة بعد أن غاب عنها خمسة عشر يومًا٤.


١ سليم بضم السين وفتح اللام مصغرة سلم.
٢ قرقرة الكدر قرقرة بفتح القاف وسكون الراء الأرض الملساء، والكدر بضم الكاف وسكون الدال لون.
٣ وقيل: إن غزوة بني سليم كانت في منتصف المحرم من العام الثالث للهجرة والرأي المذكور أعلاه أولى لتسلسل الغزوات بعده.
٤ الطبقات الكبرى ج٢ ص٢١.

<<  <   >  >>