للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسلمات في المساكن الحصينة التي اختارها لهن، ولأطفالهن وسط المدينة.

وحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يلزم المسلمون بالعمل وفق الخطة الموضوعة، بحيث لا يترك العمل أحد من المسلمين إلا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل مع المسلمين بحكمة ومودة، إذ تراه صلى الله عليه وسلم حين اختلف المهاجرون والأنصار في معية سلمان الفارسي أثناء الحفر حيث رغب كل من المهاجرين، والأنصار أن يكون معهم، وقالوا: إنه منا. قال لهم صلى الله عليه وسلم: "سلمان منا آل البيت" ١. ووضعه مع مجموعة من الصحابة ضمت ثلاثًا من المهاجرين، وستة من الأنصار على أن يكون سلمان رضي الله عنه أمير المجموعة، فرضي بذلك الجميع.

وكان صلى الله عليه وسلم يتعامل برفق، ويحافظ على إرضاء نفوس المؤمنين فإنه صلى الله عليه وسلم لما رد الغلمان في بداية حفر الخندق رضي منهم أن يشاركوا في الحفر تطييبًا لخواطرهم، وحفاظًا عليهم.

وكان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بأصحابه، إذ نراه لما اشتد البرد كان يضم بعضهم إليه، ويعطيه مرطًا يلبسه، بعد أن أخذه من بعض نسائه صلى الله عليه وسلم، وكان يداعب أصحابه، ويتلطف معهم في الحديث.

يروي مسلم بسنده أن رجلا قابل حذيفة فقال له: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه، وأبليت.

فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة، وقر.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة". فسكتنا فلم يجبه منا أحد.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: "ألا رجل يأتينا بخبر القوم, جعله الله معي يوم القيامة". فسكتنا فلم يجبه أحد.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: "ألا رجل يأتينا بخبر القوم, جعله الله معي يوم القيامة". فسكتنا فلم يجبه أحد. فقال صلى الله عليه وسلم: "قم يا حذيفة فائتنا بخبر القوم". فلم أجد بدًا إذ دعاني باسمي أن أقوم، حيث قال: "اذهب يا حذيفة فائتني بخبر القوم، ولا تذعرهم عليّ". فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام، حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره النار، فوضعت سهمًا


١ المغازي ج٢ ص٤٤٦.

<<  <   >  >>