للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبي بن كعب، وعبد الله بن الأرقم، يقول ابن إسحاق: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، ويكتب إلى الملوك، وكان إذا غاب عبد الله بن الأرقم، وزيد بن ثابت واحتاج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى أمراء الأجناد والملوك أمر من حضر أن يكتب له١, وكان اختيار الرسول لكتابه على أساس اتصافهم بالصدق، والأمانة، والدقة والورع يقول أبو بكر لزيد بن ثابت: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، فقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن واجمعه٢.

يقول ابن حجر: لأنه لو لم تثبت أمانته، وكفايته، وعقله لما استكتبه النبي صلى الله عليه وسلم وإنما وصفه بالعقل، وعدم الاتهام دون ما عداهما إشارة إلى استمرار ذلك فيه٣.

وكان الكتبة من الصحابة يكتبون على اللوح، والرق "الجلد المرقق" والكاغد "الصحيفة" واللخاف "الحجارة البيضاء الرقيقة"، والنحاس، والحديد، وعسيب النخل، وعلى عظم أكتاف الإبل، والغنم، والأدم٤.

يروي ابن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى الملوك وكان الملوك لا يقرءون كتابًا إلا مختومًا، فاتخذ رسول الله صلى اله عليه وسلم يومئذ خاتمًا من فضة وفصه منه، نقش عليه ثلاثة أسطر: محمد رسول الله، وختم به الكتب فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد، وذلك في المحرم سنة سبع، وأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم، الذين بعثه إليهم.

وقد تميزت رسائله صلى الله عليه وسلم بالمواصفات التالية:

١- كان يضع عنوانًا لرسائله هو: "من محمد رسول الله إلى فلان", ويجعل العنوان قسمين، مفصول بينهما مثل:

"من محمد رسول الله.. إلى فلان".

٢- كان يصدر رسائله بـ"بسم الله الرحمن الرحيم" يقول ابن حجر: جمعت كتبه


١ الفتح الرباني بشرح مسند الإمام أحمد الشيباني ج١ ص١٤٥.
٢ صحيح البخاري كتاب الحكام باب يستحب للكاتب أن يكون أمينًا ج١٣ ص١٨٣.
٣ فتح الباري ج١٣ ص١٨٤.
٤ التراتيب الإدارية ص١٩٧.

<<  <   >  >>