للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: التخطيط للهجرة

قدرة الله غالبة، وأمره سبحانه وتعالى نافذ، وكان من اليسير أن يزيل الكفر والكافرين بـ: "كن", لكن إرادة الله قضت بجريان أمور الدعوة على عادة البشر وسنن الحياة، ليتملى المسلمون حركة القدرة الإلهية، وينظروا في مسار الأمور اعتبارًا وعظة، ولذلك كانت الهجرة عملا بشريًا، راعت كافة الاحتمالات، ورسمت منهجًا للحركة الصحيحة، وقد أعان الله تعالى رسوله والمسلمين على النجاح، وقدر لهم أن يتم أخطر عمل في حياة المسلمين بفكر البشر، ليكون دليلا للمستقبل ومبدأ للتأسي، وقد عالجت الخطة جميع الجوانب التي نلحظها في الأمور التالية:

١- الإعداد المسبق للهجرة:

أعد الرسول صلى الله عليه وسلم للهجرة عدتها قبل أن يتحرك من بيته.

تقول عائشة رضي الله عنها: فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحر١ الظهيرة قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء متقنعًا٢ في ساعة لم يكن يأتينا فيها!


١ أي أول الزوال، وهو أشد ما يكون في حرارة النهار.
٢ أي مغطيًا رأسه من شدة الحرارة.

<<  <   >  >>