للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: يا عجباه، وهذا منك أيضًا؟ أأترك ما كان يعبد آبائي وأتبع دين محمد؟ ثم قام من عندها١.

فلما لقي رسول الله قال له: يا محمد اشدد العقد، وزدنا في المدة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو لذلك قدمت؟ هل كان من حدث قبلكم"؟.

فقال: معاذ الله نحن على عهدنا وصلحنا يوم الحديبية لا نغير، ولا نبدل.

فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتى أبا بكر فقال: جدد العقد وزدنا في المدة؟

فقال أبو بكر: جواري في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لو وجدت الذر تقاتلكم لأعنتها عليكم.

ثم خرج فأتى عمر بن الخطاب فكلمه.

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما كان من حلفنا جديد فأخلقه الله، وما كان منه مثبتًا فقطعه الله، وما كان منه مقطوعًا فلا وصله الله.

فقال له أبو سفيان: جزيت من ذي رحم شرًا.

ثم دخل على عثمان فكلمه.

فقال عثمان: جواري في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم اتبع أشراف قريش يكلمهم فكلهم يقول: عقدنا في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما يئس مما عندهم دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمها فقالت: إنما أنا امرأة وإن ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال لها: فأمري أحد ابنيك.

فقالت: إنهما صبيان ليس مثلهما يجير.

قال: فكلمي عليًا.

فقالت: أنت فكلمه.

فلما كلمه قال له علي رضي الله عنه: إن ليس أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتات على رسول الله بجوار، وأنت سيد قريش وأكبرها وأمنعها فأجر بين عشيرتك.


١ المغازي ج١ ص٧٩٢، ٧٩٣، سيرة النبي ج٢ ص٣٥٧.

<<  <   >  >>