للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستقي عليها، فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبا بكرة" فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة شديدة.

ولما طال الحصار، واستعصى الحصن وأصيب المسلمون بما أصيبوا من رشق النبال والحديد المحمى، وكان أهل الحصن، قد أعدوا فيه ما يكفيهم لحصار سنة استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم نوفل بن معاوية الديلمي فقال: هم ثعلب في جحر، وإن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك، وحينئذ عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على رفع الحصار والرحيل، فأمر عمر بن الخطاب فأذن في الناس: إنا قافلون غدًا إن شاء الله، فثقل عليهم وقالوا: نذهب ولا نفتحه؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغدوا على القتال". فغدوا فأصابهم جراح.

فقال صلى الله عليه وسلم: "إنا قافلون غدًا إن شاء الله". فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.

ولما ارتحلوا واستقلوا قال صلى الله عليه وسلم: "قولوا: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون".

وقيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع على ثقيف، فقال: "اللهم اهد ثقيفًا وآت بهم".

وقد استشهد من المسلمين في حصار الطائف اثنا عشر رجلا١.


١ انظر المغازي ج٣ ص٩٢٢-٩٣٨ بتصرف.

<<  <   >  >>