للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر أبو عبيدة أنَّ قوله جل ثناؤه: " وِلْدانٌ مُخَلَّدُون " أي مسوَّرون، لغةٌ يمانية. وأنشد أبو عبيدة.

ومُخَلَّداتٍ بِاللُّجَيْنِ كأنما ... أعجازُهنَّ أقاوزُ الكُثْبَانِ

والخَلَد: ما خطَر بالقلب. يقال: ما خَلَدَ ذلك بخلَدِي. ومَرَّ خالدة وخويلدة.

وخُويلِدٌ: أبو خَدِيجة صلوات الله عليها. واشتقاق خَدِيجة من قولهم: خَدَجت الناقة وأخدجت، إذا ألقَتْ ولدَها ناقصَ الخَلْق، ومنه الحديث: " كلُّ صلاةٍ لا يُقرا فيها بأمِّ الكتاب فهي خِدَاجٌ ". وفَرَّق الأصمعيُّ بني خدجَتْ وأخدجت فقال: خَدَجت النَّاقةُ، إذا ألقت ولدَها قبل تمام أيّامه وإن كان تامَّ الخلق. وأخدجَتْ، إذا ألقَتْه ناقصاً وإن كان تامَّ الأيام. فالولد من ذلك خَدِيج، والناقة خادج. والولد من هذا مُخْدَج والناقة مُخْدِج. ومنه قيل لذي الثُّدَيّة صاحِب يوم النَّهْرَوان، لأنّه كان يقال مُخْدَجَ اليد، أي ناقصَها وأخدَجَ فلانٌ عطاءَ فلانٍ، إذا بَخَسَهُ.

واشتقاق صَيْفيٍّ من قولهم: أصافَ الرجلُ فهو مُصِيفٌ، إذا وُلِد له وقد أسنَّ. وأربعَ فهو مُرْبعٌ، إذا وُلِد له في شبابه. يقال: رجلٌ مُصِيفٌ وأولاده صَيْفيُّون، ورجلٌ مُربعٌ وأولادُه رِبْعيُّون.

قال: ودخل عمر بنُ عبد العزيز على الوليد بن عبد الملك، أو هشام، وهو

<<  <   >  >>