للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

، وأبو سفيان بن أمية، وأبو عمرو بن أميّة، يقال لهؤلاء الخمسة: العنابس. والعَنَابِس: الأُسْد، والواحد عَنْبسٌ. وكانوا أبلَوْا في بعض أيّام الفِجَار فسُمُّوا عنابس.

والعاص بن أمية، وأبو العاصِ بن أميّة، والعِيص بن أميّة، وأبو العِيص ابن أميّة، والعًوَيْص بن أميّة، يسمّون هؤلاء الأعياص.

فولد حربٌ سفيان. وسُفيان فُعلانُ أو فِعلان، وإنَّما كسروا أوَّلَه لموضع الياء الثالثة، لأنهم استثقلوا الضمة مع الياء وبينهما حرف ساكن. سِفْيانُ وظِبْيان. واشتقاق سفيان من السافي، وهو ما سفَتْه الرِّيح من ترابٍ وغيره. وكأنَّ سُفْيانَ فُعلانُ من ذلك. والمسافي: المواضع التي تَسفِي فيها الريح وسَفَوان: موضعٌ بناحية البصرة، وليس من هذا. والسَّفَا: سفا البُهْمَى، وهو شوكهُ إذا جفّ.

ومن رجالهم: مسافر بن أبي عَمرو بن أميّة، كان من رجال قريش جمالاً وجُوداً وشِعراً، وهو الذي يقول فيه أبو طالب يرثيه:

ليتَ شعري مسافر بن أبي عم ... رٍو وليتٌ يقولها المحزونُ

ومُسافِرٌ: مفاعِل من السَّفَر. والسَّفْر: القوم المسافرون، لا يُتكلَّم بواحدِه، لا يقال سافر وسَفْر، وهو الأصل. ومسافر هو الذي كان يشبِّب بهند بنت عُتْبة. قال حسان:

عُوجوا فحَيُّوا أيُّها السَّفْر ... بل كيف يَنطِقُ منزلٌ قَفرٌ

وقد يجمع سَفرٌ سفَّارَاً. ولم يقولوا رجلٌ سافرٌ في معنى السَّفَر، اقتصروا على مُسافِر، يقال: سافر الرجل يسافر سِفاراً ومسافَرةَ. والسِّفْر: الكتاب من

<<  <   >  >>