للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

[الاحتفال بالنيروز]

النيروز، أو النوروز: هو أول يوم من أيام السنة (١) عند الفرس المجوس. يكون في أول فصل الربيع من كل سنة.

وهذا اليوم يوم عيد فارسي مجوسي من أعياد عَّباد النار. وهو من أعظم أعيادهم، يقال: إن أول من اتخذه جمشيد أحد ملوك الفرس الأُول، ويُقال فيه: جمشاد، ومعنى جم: القمر، وشاد الشعاع أو الضياء.

وسبب اتخاذهم لهذا العيد: أن طهومرت لما هلك ملك بعده جمشاد فسمي اليوم الذي ملك فيه نوروز؛ أي اليوم الجديد.

ومن الفرس من يزعم أن النيروز اليوم الذي خلق الله عز وجل فيه النور، وأنه كان معظم القدر عند جمشاد.

وبعضهم يزعم أنه أول الزمان الذي ابتدأ فيه الفلك بالدوران، ومدته عندهم ستة أيام، أولها اليوم الأول من شهر (أفريدون ماه) الذي هو أول شهور سنتهم، ويسمون اليوم السادس النوروز الكبير؛ لأن الأكاسرة (٢) كانوا يقضون في الأيام الخمسة حوائج الناس، ثم ينتقلون إلى مجالس أنسهم مع خواصهم.

وكان من عادتهم فيه: أن يأتي الملك من الليل رجل جميل الوجه، قد أرصد لما يفعله، فيقف على الباب حتى يصبح، فإذا أصبح دخل على الملك من غير استئذان، فإذا رآه الملك يقول له: من أنت؟ ومن أين أقبلت؟ وأين تريد؟ وما أسمك؟ ولأي شيء وردت؟ وما معك؟ فيقول: أنا المنصور، واسمي المبارك، ومن قبل الله أقبلت، والملك السعيد أردت، وبالهناء والسلامة وردت، ومعي السنة الجديدة. ثم يجلس، ويدخل بعده رجل معه طبق من فضة، وفيه حنطة، وشعير، وجلبان (٣) ، وحمص، وسمسم،


(١) - يُراجع: القاموس المحيط (٢/ ٢٠٠) باب الزاي فصل النون (النرز)
(٢) - الأكاسرة: جميع كسرى، وهو ملك الفرس. معرب، هو بالفارسية خسرو، أي واسع الملك. يراجع لسان العرب (٥/١٤٢) مادة (كسر) .
(٣) - الجلبان: حب أغبر أكدر يطبخ. يراجع لسان العرب (١/٢٧٤) مادة (جلب) .

<<  <   >  >>