للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فئتين عظيمتين من المسلمين)) (١) . فنزل عن الولاية، وأصلح الله به بين الطائفتين، ثم إنه مات-رضي الله عنه -، وقامت طوائف كاتبوا الحسين ووعدوه بالنصر والمعاونة إذا قام بالأمر، ولم يكونوا من أهل ذلك، بل لما أرسل إليهم ابن عمه (٢) أخلفوا وعده، ونقضوا عهده، وأعانوا عليه من عدوه أن يدفعوه عنه، ويقاتلوه معه.

وكان أهل الرأي والمحبة للحسين كابن عباس وابن عمر وغيرهما، قد أشاروا عليه بأن لا يذهب إليهم، ولا يقبل منهم، ورأوا أن خروجه إليهم ليس بمصلحة، ولا يترتب عليه ما يسر، وكان الأمر كما قالوا، وكان أمر الله قدراً مقدوراً.

فلما خرج الحسين- رضي الله عنه-ورأى أن الأمور قد تغيرت، طلب منهم أن يدعوه يراجع، أو يلحق ببعض الثغور، أو يلحق بابن عمه يزيد، فمنعوه هذا وهذا، حتى يستأسر، وقاتلوه، فقاتلهم فقتلوه، وطائفة ممن معه، مظلوماً شهيداً شهادة أكرمه الله بها، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها من ظلمه، واعتدى عليه.

فأوجب ذلك شراً بين الناس، فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إمَّا ملحدة منافقة، وإما ضالَّة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن


(١) - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (٥/٣٠٦، ٣٠٧) كتاب الصلح، حديث رقم (٢٧٠٤) . ورواه أحمد في مسنده (٥/ ٤٩) . رواه أبو داود في سننه (٥/٤٨، ٤٩)) كتاب السنة، حديث رقم (٤٦٦٢) . رواه الترمذي في سننه (٥/٣٢٣) أبواب المناقب، حديث رقم (٣٨٦٢) ، وقال حديث حسن صحيح. ورواه النسائي في سننه (٣/١٠٧) كتاب الجمعة باب (٢٧) .
(٢) - وهو: مسلم بن عقيل بن أبي طالب. يراجع: البداية والنهاية (٨/١٦٤) .

<<  <   >  >>