للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيمَ الصبا جاءتْ بريا القرنفل

عابوا عليه تشبيه المسك بالقرنفل، وقالوا: إنما يشبه القرنفل بالمسك؛ لأنه أجل منه. وقد خرج النقاد له وجهاً غير ذلك فقالوا: إنه أراد بقوله تضوع، أي مثل المسك، كما قال أيضاً:

وجدت بها طيباً وإن لم تطيبِ

أي مثل الطيب، ثم كان قائلاً قال: مم ذلك؟ قال: نسيم الصبا، أو يكون نسيم فاعلاً والمسك مفعولاً محذوف الباء تقديره تضوع بالمسك منهما نسيم الصبا، وقال قوم: الرواية بالفتح من ميم المسك وهو الجلد، فيكن معناه أن جلودهما تتضوع بريح المسك.

باب

[العبث]

اعلم أن العبث هو أن يقصد الشاعر شيئاً من دون أشياء من غير فائدة في ذلك، مثل قول النابغة:

فإنكَ كالليل الذي هو مدركي ... وإنْ خلت أنَّ المنتأى عنك واسعُ

عاب النقاد عليه اختصاصه اليل دون النهار، وقالوا: إن الليل والنهار في هذا سواء.

<<  <   >  >>