للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يذكرني طلوعُ الشمس صخراً ... وأندبه بكلّ غروبِ شمسِ

ولولا كثرةُ الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلتُ نفسي

وما يبكون مثلَ أخي، ولكن ... أسلي النفسَ عنه بالتأسي

وأنشدوا:

فسقى دياركِ غيرَ مفسدها ... صوبُ الغمام وديمةٌ تهمي

احترس في هذا البيت بقوله: غير مفسدها لأن مداومة الإمطار سبب لخراب الديار.

وعابوا على ذي الرمة قوله:

ألا يا سلمى يا دار ميَّ على البلى ... ولا زال منهلاَّ بجرعائك القطرُ

فعابه من لا يعرف في النقد شيئاً. وقال: كأنه إنما دعا عليها بالهدم. وقال النقاد: إنه لا مطعن عليه؛ أنه قد دعا لها بلاسلامة في أول البيت.

[باب]

[التنكيت]

اعلم ان التنكيت هو أن تقصد شيئاً دون أشياء، لمعنى من المعاني، ولولا ذلك لكان خطأ من الكلام وفساداً في نقد الشعر.

سئل ابن عباس عن قوله تعالى: " وأنه هو رب الشعرى " قيل: لم خصها وهو رب الجميع، ولم قال رب الثريا؟ فقال: كان قد ظهر في العرب رجل يقال له: أبو كبشة، عبد الشعرى؛ لأنها أكبر نجم في السماء، فقصدها الله تعالى دون النجوم؛ لأنها عبدت ولم تعبد الثريا

<<  <   >  >>