للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويردد الأنين والسحرات، حتى نزلت به منيته بعدأسبوعين وهو معانق ضريحها فدفن حذاءها ولسان حاله يقول:

أموت على إثر الحبيبة ظاعنا ... ليجتمع الروحان في عالم الخلد

وكان ذلك في سنة ١٠٥ للهرجة. ومن شعره فيها:

أبلغ حبابة أسقى ربعها المطر ... ما الفؤاد سوى ذكراكم وطر

إن سار صحبي لم أملك تذكرهم ... أو عرسوا فهموم النفس والهسر

ومن شعرها له:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا

فما لاعيش إلا ما تلذ وتشتهي=وإن لام فيه ذو الشنان وفندا وكان سبب شراء حبابة أن يزيد قد حج أيام أخيه سليمان فاشترى حبابة بأربعة آلاف دينار وكا اسمها غالية. وقال سليمان: لقد هممت أن أحجر على يزيد فردها يزيد فاشتراها رجل من أهل مصر فلما أفضت الخلافة إلى يزيد قالت له امرأته سعدة: هل بقي من الدنيا شيء تتمناه؟ قال: حبابة، فأرسلت فاشترتها ثم صيغتها وألبستها وأتت بها يزيد فأجلستها من وراء الستر، وقالت: يا أمير المؤمنين، هل بقي من الدنيا شيء تتمناه؟ قال: قد أعلمتك، فرفعت الستر، وقالت: هذه حبابة، وقامت وتركتها عنده، فحظيت سعدة عنده، وأكرمها وسعدة هذه بنت عبد الله بن عمر بن عثمان. قيل: وغنت حبابة يوما:

وبين التراقي واللهاة حرارة ... وما ظمئت ماء يسوغ فتبردا

فأهوى ليطير فقالت: يا أمير المؤمنين، إن لنا فيك حاجة. فقال: والله لأطيرن. فقالت: على من تخلف الأمة والملك؟ قال: عليك والله، ثم قبل يدها. فخرج بعض خدمه وهو يقول: سخنت عينك فما أسخفك.

[حبيبة هانم بنت علي باشا الهرسكي]

من أديبات الأستانة وشاعرات هذا العصر. ولدت سنة ١٢٦٢ هجرية في مدينة "هرسك" وهي نادرة زمانها حازت من الفصاحة والآداب الجزء الاعظم ولها أشعار رائقة ومعان فائقة: ومن بديع شعرها ما وجدته في كتاب مشاهير النساء لمحمد أفندي ذهني باللغة التركية فأدرجته بحروفه:

جكردة تبغ غمزه زخمى واركن آثمة يبكانك ... تيراي فاشي باي أرتق تيرد بريميه من كانك

نكاه مسكنه جاناكة شابان كوردك اغيارى ... بنه نوباره لرآجدي دونه تبغ هجرانك

أو غافل بل خبر نادان عدو به همدم أولمشين ... وصالكدن يزي دورايلدك واراولسون احانك

اميدمرحمت قلمق عبثدرسندن أي كافر ... سني بي ذين ديمشلردي ازلدن بوقدر آيمانك

حبيبه يى دوادرددن خلاص أولمقده مشكدر ... اميدا يتمز اسيردرد أولانلر غيرى درمانك

[حبوس ابنة الامير بشير بن محمد الشهابي]

ابن حيدر بن سليمان بن فخر الدين بن يحيى بن مذحج بن محمد بن جمال الدين ا؛ مد لاذي شهد وقعة "مرج دابق" بين السلطان سليم وقانصوه الغوري. ولدت سنة ١١٨٢ هجرية في الشونصات، وكانت حاذقة، سديدة الرأي، ثابتة الجنان، عالية الهمة، كريمة اليد والنفس.

تزوجت بالأمير عباس بن فخر الدين وكانت تجالس الرجال

<<  <   >  >>