للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أم بعبد فأنت أهل لعبد ... أم بدون فأنت أهل لدون

فقالت: لا بل أنت زوجتني أمرا عربيا حسيبا، ولم تستأمرني في نفسي، وأنشدت:

أنت زوجتني وما كنت أدري ... وأتاني النساء للتزيين

ذاك من شربك المدامة صرفا ... وتماديك في الصبا والجنون

فكف عنها وعذرها. ورجع عدي على إياد فكان فيهم فخرج معه فتية يوما متصيدين فرمى به فتى ومنهم فيما بين جبلين فتكسر، فمات، فحملت رقاش، فولدت غلاما فسمته عمرا فلما ترعرع وشب ألبسته وعطرته وأزارته خاله، فلما رآه أحبه وجعله مع ولده.

وخرج جذيمة متبديا بأهله وولده في سنة خصبه فأقام في روضة ذات زهر وثمر فخرج ولده وعمرو معهم يجتنون الكمأة فكانوا إذا أصابوا كمأة جيدة أكلوها وإذا أصابها عمرو خبأها، فانصرفوا إلى جذيمة يتعادون وعمر يقول: هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه. فضمه جذيمة إليه والتزمه وسر بقوله وأمر له بحلي من فضة طوق به فكان أول عربي ألبس طوقا. وقصة عمرو مشهورة مع الزباء وغيرها.

[رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم]

ولدت رقية ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثون سنة وكان تزوجها عتبة بن ابي لهب وتزوج أختها أم كلثوم عتيبة أخوه فما نزلت: (تبت يد أبي لهب) (المسد: ١١١) قال أبو لهب لهمها: رأسي من رأسكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد ففارقاهما ولم يكونا دخلا بهما، وتزوج رقية عثمان بن عفان رضي الله عنه بمكة وهاجر بها الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة وكانت ذات جمال بارع، وكان فتيان أهل الحبشة يتعرضون لها ويتعجبون من جمالها فآذاها ذلك فدعت عليهم فهلكوا جميعا.

وولدت لعثمان بالحبشة ولدا سماه عبد الله وكان يكنى به وبلغ الغلام ست سنين فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات، وتوفيت رقية بالمدينة وكان النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة بدر وكان عثمان قد تخلف عن بدر لأجلها فجاء زيد ابن حارثة بشيرا بفتح بدر وعثمان قائم على قبرها وكانت وفاتها لسنة وعشرة أشهر وعشرين يوما من الهجرة.

[رملة بنت الزبير بن العوام]

كانت أخت مصعب بن الزبير بن العوام لأمه، وكانت أمها أم الرباب بنت أليف بن عبيد بن مصار الكلبي تزوجها عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام بن خويلد فولدت له عبد الله بن عثمان، وهو زوج سكينة بنت الحسين بن علي عليها السلام، ثم تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وكان قتل ابن الزبير. ولما حج خالد بن يزيد خطب رملة بنت الزبير فأرسل إليه الحجاج صاحبه عبيد الله بن موهب وقال: ما كنت أراك أن تخطب إلى آل الزبير حتى تشاورني وكيف خطبت إلى قوم ليسوا كفؤا وكذلك قال جدك معاوية وهم الذين قارعوا أباك على الخلافة، ورموه بكل قبيحة، وشهدوا عليه وعلى جدك بالضلالة؟ فنظر إليه خالد طويلا ثم قال له: لولا أنك رسول والرسول لا يعاقب لقطعتك إربا إربا، ثم طرحتك على باب صاحبك قل له: ما كنت أرى أن الأمور بلغت بك على أن أشاورك في خطبة النساء.

وأما قولك لي: قارعو أباك وشهدوا عليه بكل قبيح فإنها قريش يقارع بعضها بعضا فإذا اقر الله عز وجل الحق قراره كان تقاطعهم

<<  <   >  >>