للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحسين بن علي رضي الله عنه، وبأعلى القبر وأسلفه لوحان من الرخام في أحدهما مكتوب منقوش بخط بديع (بسم الله الرحمن الرحيم لله العزة والبقاء، وله ما ذرأ وبرأ وعلى خلفه كتب الفناء، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة هذا قبر أم سلمة فاطمة بنت الحسين عليه السلام) . وفي اللوح الآخر منقوش صنعة محمد بن أبي سهل النقاش بمصر وتحت ذلك هذه الأبيات:

أسكنت من كان في الأحشاء مسكنه ... بالرغم مني بين الترب والحجر

يا قبر فاطمة بنت ابن فاطمة ... بنت الأئمة بنت الأنجم الهر

يا قبر ما فيك من دين ومن ورع ... ومن عفاف ومن صون ومن خفر

ومن كلام فاطمة - عليها لسلام -: والله ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئا ولا أدركوا من لذاتهم شيئا إلا وقد ناله أهل المروءات فاستتروا بجميل ستر الله.

ومن قولها تنعي أباها:

نعق الغراب فقلت من ... تنعاه ويحك يا غراب

قال لإمام فقتل من ... قال الموفق للصواب

قلت الحسين فقال لي ... بمقال محزون أجاب

إن الحسين بكربلا ... بين الأسنة والحراب

ثم استقل به الجنا ... ح فلم يطق رد الجواب

فبكيت مما حل بي ... بعد الرضي المستجاب

وقيل: إن هذه الأبيات لفاطمة الصغرى وإنها تخلفت في المدينة فجاء غراب وتمرغ في دم الحسين ف كربلاء وطار حتى وقع على جدار فاطمة الصغرى، فرفعت طرفها ونظرت إليه وبكت بكاء شديدا وأنشأت الأبيات المذكورة.

وقال بعضهم لما زفت فاطمة بنت الحسين عليهما السلام إلى عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عارضها موسى شهوات فقال:

طلحة الخير جدكم ... ولخير القواطم

أنت للطاهرات من ... فرع تيم وهاشم

أرتجيكم لنفعكم ... ولدفع المظالم

وتوفيت السيدة فاطمة - المشار إليها - سنة عشرة ومائة للهجرة ودفنت في المسجد المعروف بها الآن الكائن خلف الدرب الأحمر بمصر - المار ذكره - ومسجدها مقام الشعائر وله أوقاف دارة من ديوان الأوقاف لغاية الآن، ولها مولد كل سنة، وحضرة في كل أسبوع تجتمع فيها رجال الطريقة ولأذكار والصلوات تقام من المساء إلى الصباح.

[فاطمة بنت مر الخثعمية]

كانت من كاهنات العرب المشهود لهم بالفراسة وقد اشتهر صيتها في علم الكهانة وكانت تقول الشعر

<<  <   >  >>