للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للاحتراق أيضاً وتأخذ في إشعال البارود وغيره من المواد السريعة الاشتعال بقضيب طويل مشتعل.

وكان البعض ينظرون إلى ذلك بعين الخوف لأنهم كانوا يعلمون أن شرارة واحدة من القضيب المشتعل الرأس أو من المواد التي كانت تحرقها كافية لحرق تلك المركبة الكبيرة إذا وصلت على الهيدروجين الذي كان يرفعها, وهكذا حدث فإن النار اشتعلت فاشتعل أسفل المركبة فأخذت تسقط بسرعة, ثم احترقت الحبال التي كانت تربط مجلس المركبة وسقط فسقطت ما دام "بلانشار" على سطح من سطوح بيوت المدينة ومنها على الأرض فماتت حالاً.

[المتجردة هند زوجة المنذر بن ماء السماء]

كانت من أعظم نساء العرب جمالاً فلما مات عنها أخذها ولده النعمان فكان يجلسها مع نديميه النابغة والمنخل, فشغفت بالمنخل وامتزجا حباً فأمر النعمان يوماً النابغة أن يصفها فقال:

وإذا طعنت طعنت في مستهدف ... رابي المجسة بالعبير مقرمد

وإذا نزعت نزعت عن مستحصف ... نزع الحزور بالرشاء المحصد

فقال المنخل: إن هذا وصف معاين وحرض النعمان على قتله فهرب وكان عفيفاً فلما خرج النعمان إلى الصيد رجع بغتة فوجد المتجردة مع المنخل وقد ألبسته أحد خلخاليها, وشدت رجله إلى رجليها فقتله وللمنخل فيها أبيات منها:

إن كنت عاذلني فسيرى ... نحو العراق ولا تحوري

ولقد دخلت على القتا ... ة الخدر في اليوم المطير

والكاعب الحسناء تر ... فل في الدمقس وفي الحرير

فدفعتها فتدافعت ... مثل القطاة إلى الغدير

فلثمتها فتنفست ... كتنفس الظبي البهير

فرثت وقالت هل بحبك ... يا منخل من فتور

ما شف جسمي غير حبك ... فاهتدى عني وسيري

وأحبها وتحبني ... ويحب ناقتها بعيري

ولقد شربت من المدا ... مة بالصغير وبالكبير

فإذا سكرت فإنني ... رب الخورنق والسدير

وإذا صحوت فأنني ... رب الشويهة والبعير

يا هند هل من ناهل ... يا هند للعاني الأسير

[متيم الهشامية]

كانت متيم صفراء مولدة من مولدات البصرة وبها نشأت وتأدبت وغنت وأخذت عن إسحاق وعن أبيه من قبله, وعن طبقتهما من المغنين, وكانت من تخريج بذل المغنية وتعليمها لها وعلى ما أخذت عنها تعتمد فاشتراها علي بن هشام بعد ذلك فما ازدرت أحداً ممن كان يغشاه من المغنين, وكانت من أحسن الناس وجهاً

<<  <   >  >>