للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد قليل أخذت تريحه من أتعاب الأحكام وكانت تتداخل في المالية وتعزل وتولي الوزراء وتقرب إليها الجنسينين والكوبتبين والكفار والمجلس كلا في دوره لكي يكون لها عضد من جميع الأحزاب، وقد تملقتها مريا تريزا بإرسالها لها كتابا بخط يدها، وغضبت من فردريك الثاني لطعنه في حكومتها فعقدت محالفة بين فرنسا والنمسا ضد بروسيا، نشأ عنها حرب السبع سنين المهلكة.

وسنة ١٧٥٧ م حاول داميان قتل الملك فاضطرها الأمر أن تخرج من البلاط ولم يمض إلا قليل حتى دعيت إليه ثانية فسعت في معاقبة الوزراء الذين أشاروا بطردها وكانت سطوتها في تعيين المأمورين العسكريين من أعظم أسباب قتلا لعساكر في الحرب، فتوفيت مصحوبة ببعض الشعب وعدم أسف الملك، وكان لها زيادة على مرتبها السنوي الباهظ مداخيل جسيمة فيا لعقارات، وكانت تعطي الفقراء بسخاء وتساعد المخترعين والصناع، وأصحاب المعارف. وجمعت كمية عظيمة من أعمال الصناعة والتحف. وكانت ماهرة في التصوير والنقش وقد كتب كثيرون سيرة حياتها وينسب إليها ترجمات ورسائل ليست لها.

[بنلوبا زوجة عولس اليوناني]

هي أم تلبماك ابنة أبكاريوس وقد خطبها كثيرون ولكن أباها وعد بها من يغلب في سباق العدو فغلب عولس. ولما ألح عليها أبوها أن تبقى معه ولا ترافق زوجها إلى أنباكي سمح لها زوجها بأن تفعل كما تشاء فأظهرت عزمها على مرافقته بسترها وجهها بمنديل خجلا ولما كان عولس في حصار تروادة أحاط بها عشاق كثيرون ألحوا عليه بإجابة طلبهم فخدعتهم بقولها إنه يجب أن تكمل كفنا كانت تنسجه لعمها الشيخ قبل أن يقر رأيها إلا أنها كانت تحل ليلا كل ما كانت تنسجه نهارا فلما عرف عشاقها بمكيدتها كان عولس قد رجع بعد أن غاب ٢٠ سنة فقتلهم جميعا.

وقد أشاع بعض المضادين لها ولدت بنتا من عشاقها فطلقها زوجها عند رجوعه من تروادة، فذهبت عند ذاك إلى إسبرطه ومنها إلى منتينا وقد استدل قوم على قبرها هناك بعد ذلك بزمان طويل.

[بهية ابنة عبد الله البكري]

من بكر بن وائل وفدت مع أبيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايع الرجال وصافحهم وبايع النساء ولم يصافحهن قالت: فنظر إلي ودعاني ومسح رأسي ودعا لي ولولدي، ولما رجعت وتزوجت كثرت علي الأولاد وامتلأ المنزل، وخشيت الفقر من كثرة العيال وكان عدد أولادي ستين ولدا، وأربعون رجلا وعشرون امرأة، فاستشهد منهم عشرون في الجهاد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، ولم يعلم بامرأة ولدت ستين ولدا غير هذه فسبحان الخالق الرازق.

[بوديسيا ملكة ألايسينه]

هي أم قبيلة بريطانيا كان موطنها ما يدعى الآن ببلاد كمبردج وسفولك ونورفولك وهردفرد، توفيت نحو سنة ٦٢ بعد المسيح ولما توفي زوجها بارسوتغوس ملك ألايسينه جعل ابنتيه مع الإمبراطور نيرون ورثة لثروته العظيمة لأنه كان يأمل أنه بذلك يحفظ عائلته ومملكته من تعديات الغزاة ولكن حالما مات أخذ قائد المائة الروماني مملكته وجلدت الملكة البريطانية جهارا لذنب حقيق أو وهمي، وتركت بناتها لشهوة العبيد

<<  <   >  >>