للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة توفي المقري الفاضل أبو محمد عبد الرحمن بن القاضي عبد الله بن أسعد بن الفقيه محمد بن موسى العمراني. وكان مقرئاً مجيداً فاضلاً عارفاً بالقراءات مشهوراً بها محققاً لها. وله في اللغة معرفة حسنة. توفي في سلخ شهر رمضان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصالح الفاضل أبو حامد محمد بن أبي بكر بن أحمد ابن دروب صاحب ريمة إلا وكان فقيهاً بارعاً صوفياً تفقه بالجحيفي وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد بن أسعد بن علي بن فضل الصعبي المعروف بالجعميم بكسر الجيم وسكون العين المهملة وبعدها ميم مكسورة وياءُ وميم. وكان فقيهاً صالحاً تقياً مبارك التدريس موفقاً في الفتوى تفقه بابي العباس أحمد بن عبيد بن يحيى مقدم الذكر ودرس بعده وسأَلهُ جماعة من فقهاء سهقنة أن يسمعهم تفسير النقاش فتهيأَ لذلك فقال له بعض أولاد القاضي أسعد بن مسلم أحب يا فقيه أن تجعل ذلك عندي في داري يريد أن تقوم بكفاية الجميع من الجماعة فأجابهُ إلى ذلك. وسار من سهفنة إلى دار يزيد فاجتمع إليه خلق كثير. قال الفقيه صاح وكنت القارئ الغالب الكتاب والجماعة يسمعون. قال وكان الفقيه قد تنعس في اثناءِ القراءَة فتغلب على الظن أنه لا يسمع فأردت أن أكاسر عن القراءة إذا بي أَرى النبي صلى الله عليه وسلم قاعداً مع الفقيه وهو يقول لي اقرأْ يا صالح فقرأْت ولم اسكت بعد ذلك. ثم رأيت الفقيه قد فتح عينيه عقيب ذلك وتبسم إليَّ خاصة. فلم ادر ما تحت تبسمه من معنى. وكانت وفاتهُ في شهر ذي الحجة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة خمس وتسعين وستمائة سارت العساكر الأشرفية من الراحة إلى الجوة إلى كثيب القشيب. وسار إليهم المؤَيد بين ولديه الظافر والمظفر كما قال الشاعر

تراهُ من نفسهِ ... في جحفل لجب

فلما اصطدم الناس هزمهم حتى أعقلهم بالكثيب فنزل الشريف علي ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>