للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اشْدُد يَدَيْكَ على العَصا إِنَّ العَصَا ... جُعِلَتْ أَمَارَتَكُم بِكلِّ سَبِيلِ

إِنَّ العَصا إِنْ تُلْقِها يا ابنَ اسْتِها ... تُلْقَى كَفَقْعٍ بالفَلاةِ محِيل

وقال عُتبة بن الوَعْل لأبي جَهْمَة الأسدي:

أَعَتِيقَ كِنْدَة كيف تَفْخَر سادِراً ... وأَبُوكَ عَنْ مَجْدِ الكِرَامِ بِمَعْزِلِ

إِنَّ العَصَا لا دّرَّ دَرُّكَ أَحْرَزَتْ ... أَشْيَاخَ قَوْمِكَ في الزَّمَانِ الأَوَّلِ

فاشْكُر لِكِنْدَةَ ما بَقِيَت فِعالَهم ... ولَتَكْفُرَنَّ اللهَ إنْ لم تَفْعَلِ

٣١٢_قولهم عند الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى

أول من قال ذلك خالد بن الوليد. لما بعث إليه أبو بكر وهو باليمامة أنْ سِرْ إلى العراق أراد سلوك المفازَة، فقال له رافع بن عمروٍ الطائي: قد سلكتُها في الجاهلية، وهي خمسٌ للإبل الواردة، ولا أظنك تقدِر عليها إلا أن تحمل الماء. قال: فتحمَّل من الماء شيئاً كثيراً، واشترى مائة شارِفٍ فعَطَّشها ثم سقاها الماء حتى روِيَت، ثم كَتَبَها وكَعَمَ أفواهها، ثم سلك المفازة. حتى إذا مضى يومان وخاف العطش على الناس والخيل، وخاف أن يذهب ما في بطون الإبل، نحرها فاستخرج ما في بطومها من الماء فسقى الناس والخيل ومضى. فلما كان في الليلة الرابعة، قال رافع: انظروا هل ترون سِدراً عِظاماً فإن رأيتموه وإلاّ فهو الهلاك. فنظر الناس فأخبروه، فكبَّر وكبَّر الناس. ثم هَجَموا على الماء. فقال خالد:

<<  <   >  >>