للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوم ذي حُساً

ثم إن بني ذبيان تجمعوا لما أصاب بنو عبسٍ منهم ما اصابوا، فغزوا ورئيسهم حذيفة بن بدر بني عبس وحلفاءهخم بني عبد الله بن غطفان ورئيسهم الربيع بن زياد فتوافوا بذي حساً وهو وادٍ الهباءة في أعلاه. فهربت بنو عبسٍ وأتبعتها بنو ذبيان حتى لحقتها بالمعيقة ويقال بغيقة، فقالوا: التفاني أو تقيدونا. فأشار قيس على الربيع ابن زياد أن يناكرهم، وخاف ن قاتلوهم لا يقوموا لهم. فقال: إنهم ليس في كل حين يجتمعون، وحذيفة لا يستنفر أحداً لاقتداره وعلوة، ولكن نعطيهم رهائن من أبنائنا فندفع حدهم عنا، فإنهم لن يقتلوا الوالدان ولن يصلوا إلى ذلك منهم مع الذي نضعهم على يديه، وإن هم قتلوا الصبيان فهو أهون من قتل الآباء. وكان رأى الربيع مناجزتهم. فقال: يا قيس انتفخ سحرك وامتلأ صدرك من جمعهم. وقال الربيع:

أقولُ ولم أملِك لقيسٍ نصيحةً ... أرى ما تَرَى والله بالغيبِ أعلمُ

أتُبقي على ذبيانَ من بعدِ مالكٍ ... وقد حشَّ جاني الحربِ ناراً تضرمُ

وقال قيس: يا بني ذبيان خذوا منا رهانَ بما تطلبون ويُرضيكم إلى أن ننظر في هذا فقد أدعيتم ما نعلم ولا نعلم، ودعونا حتى تتبين دعواكم، ولا تعجلوا إلى الحرب فليس كل كثيرٍ غالباً، وضعوا الرهائن عند من ترضون به ونرضى. فقبلوا ذلك وتراضوا أن تكون الرهائن عند سبيع بن عمرو الثعلبي، فدفعوا إليه عدة من صبيانكم وتكافَّ الناس. فمكثوا عند سبيع حتى حضره الموتفقال لابنه مالك: إن عندك مكرمة لن تبيد إن احتفظت بهؤلاء الأغليمة، وكأني بك لو قد مت قد أتاك خالك حذيفة وكانت أم مالك أخت حذيفة يعصر عينيه وقال: هلك سيدنا ثم خدعك عنهم

<<  <   >  >>