للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مختصر،

مستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر!!)) (١) .

وقد ذكر الحافظ ابن حجر في وصفه هذا احد أهم مميزات كتاب ابن الصلاح،

وهي تعويله واعتماده في جل كتابه على كتب الخطيب البغدادي: (الكفاية) وغيرها

من مصنفات الخطيب الكثيرة التي أفردها لأنواع وعلوم من علوم الحديث٠

وللدكتور محمود الطحان مبحث خاص في كتابه (الحافظ الخطيب البغدادي وأثره في علوم الحديث) ، يثبت فيه بالموازنة أن ابن الصلاح- كما يقول-: ((كان عالة على كتب الخطيب عامة، وكتابيه (الكفاية) و (الجامع) خاصة)) (٢) .

ونخرج من هذا بنتيجة واضحة، وهي أن كثيرا من آراء الخطيب في تفسير مصطلح الحديث وتقرير قواعده سوف تنتقل الى ابن الصلاح، بما في تلك الآراء من صواب (وهي غالبها) ، ومن خطأ (وهي أقلها) ، من آثار اقتباس الخطيب من الفقة٠

والآراء وان اتفقت أحيانا كثيرة، بسبب ذلك التعويل والاعتماد على كتب الخطيب،

الا أن منهج تقريرها قد بدا فيه بعض الاختلاف٠

وليس اختلاف المنهج أمرا غريبا، بعد تذكر ما سبق تقريره، من ضعف تلقي العلوم النقلية، وقوة تأثير العلوم العقلية على علوم السنة، وازدياد ذلك بالتدريج عبر العصور٠ وقد عبر ابن الصلاح نفسه عن حاله عصره وأهله تجاه


(١) نزهة النظر لابن حجر (٥١) .
(٢) الحافظ الخطيب البغدادي وأثره في علوم الحديث للطحان (٤٨١-٤٨٦) .

<<  <   >  >>