للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل هذه الأخطار المحدقة بالسنة. وتجند لذلك الغرض: (الدفاع عن السنة) ، فئام عظيم من الأمة حينها، حريصون كل الحرص على نشر السنة، لكن بعد التأكد والتثبت والتامين الكاملين من أنها سنة نبوية حقاًَ.

ومن هذه الصرخات، كلمة محمد بن سيرين، التي حفظتها الأجيال، وتناقلتها الأعقاب، وهي قوله: ((إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم)) (١) .

لقد أصبحت هذه الكلمة، الدالة على وجوب التثبت في نقل السنة، شعاراً في ذلك العصر، وفيما بعده، إلى يوم الناس هذا، وإلى ما شاء الله، مادام في الناس من يهمه أمر الدين ويسعى لرضى ربه عز وجل.

ومع نشوء علم الإسناد، نشأت بعض علومه، الكفيلة بحفظ السنة في هذا الجيل، وبتبليغه للأجيال من بعده.

وبدأ حملة الآثار في هذا العصر وأئمة التابعين، بالتعبير عن حال الرواية والراوي، وعن أوصافهما المختلفة، بألفاظٍ.. كثر استخدامهم لها بعد ذلك، حتى أصبحت مصطلحاتٍ ذات دلالة ٍ عرفية بين أهل الحديث.

وهكذا أخذت الحاجة إلى حفظ السنة، وإلى أدائها


(١) أخرجه الإمام أحمد في العلل (رقم ٤١٩٩) ومسلم في مقدمة صحيحه (١/١٤) ، والدارمي في سننه (رقم ٤٢٥) ، والجوزجاني في أحوال الرجال (٣٦) ، وابن أبي حاتم في الجرح والعديل (٢/١٥) ، وابن حبان في المجروحين (١/٢١) ، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (رقم ٤٣٧ـ ٤٣٩) ، وابن شاهين في تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين (٤٠) ، وأبو نعيم في الحلية ٠ ٢/٢٧٨) ، والخطيب في الكفاية (١٥٠) .

<<  <   >  >>