للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلافته سنة (٩٩هـ) إلى سنة (١٠١هـ) حين وفاته (رحمه الله) . وهذا الأمر الخارج من دار الخلافة إلى عمال الأمصار وعلماء الأمة بتدوين السنة، من أكبر الأدلة على أن السنة وعلومها بدأت طوراً جديداً، يقتضي نشوء علوم جديدة، كان منها هذا التدوين الرسمي.

وكما ذكرنا آنفاً، إن مصطلحات الحديث كانت في نشوئها وتطورها مواكبة لحركة تدوين السنة. لذلك فإن أي علامةٍ من علامات انتعاش وارتقاء حركة التدوين، يدل ذلك ـ طرداً ـ على ظهور مصطلحات تخدم السنة واستقرار مدلولاتها.

وهذا ما وقع بالفعل خلال هذا العصر.

فهذا محمد بن سيرين ـ وهو أحد رواد هذا العلم ـ يستخدم مصطلح (الإسناد) (١) ، و (المرسل) (٢) ، ويتكلم في حكم الرواية عن أهل البدع (٣) ، بل لقد ذكره أهل العلم في الطبقة الأولى من علماء الجرح والتعديل (٤)

ويذكر الإمام محمد بن مسلم الزهري (ت ١٢٥هـ) مصطلح (الإسناد) أيضاً، ويتكلم عن حكم الحديث (المرسل) (٥)


(١) تقدم ما يدل على ذلك (ص ٣٠) ، وهو قوله: ((كانوا لا يألون عن الإسناد)) .
(٢) سنن الدارقطني (١/١٧١) .
(٣) انظر ما يدل على ذلك (ص ٣٠- ٣١) .
(٤) ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ك للذهبي (١٧٣ رقم ٢) .
(٥) انظر المجروحين لابن حبان (١/١٣١-١٣٢) ، والكامل لابن عدي (١/٣٢٧) ، ومعرفة علوم الحديث للحاكم (٦) ، والكفاية للخطيب (٤٣١) ، وتاريخ دمشق لابن عساكر ـ المحطوط ـ (١٣/٧٦٩-٧٧٠) . (١) المحدث الفاصل للزامهرمزي (رقم ٤٦٥-٤٦٧) ، والكفاية للخطيب (٣٠٠-٣٠١) .

<<  <   >  >>