للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول:

في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

لا شك أن نشوء علوم الحديث قديم قدم بدء الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ‍!

فأول علم نشأ منها علم الرواية، وأول رواية من هذا العلم سماع ورواية خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها لحديث بدء الوحي وقصة مجيء جبريل عليه السلام بأوائل سورة (أقرأ) إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء (١) .

هذا أول حديث من وحي السنة، فهو أول ما نشا من علومها. ومن ذلك الحين، حين إنباء النبي صلى الله عليه وسلم وإرساله، وإسلام السابقين الأولين، بزغ نور السنة مع القرآن، وسطعت شمس الإسلام بالآيات

والحكمة (٢) ، وبدأت ملحمة الصلاع بين الحق والباطل.


(١) حديث عائشة في بدء الوحي: أخرجه البخاري (رقم ٣ ـ وفيه أطرافه ـ) ، ومسلم (رقم ١٦٠) .
(٢) ذكر الإمام الشافعي في الرسالة (٧٧- ٧٨ رقم ٢٥١- ٢٥٢) قوله تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءايت الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً) ] الأحزاب: ٣٤ [، فقال: ((فذكر الله الكتاب، وهو القران، وذكر الحكمة، فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقران يقول: الحكمة: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (قال الشافعي:) وهذا يشبه ما قال، والله أعلم)) .

<<  <   >  >>