للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"يا للكهول" فدل على أن الأولى مثلها، و"اللام" في "يا للكهول" مفتوحة لدخولها على مدعو، "وللشبان" معطوف عليه، إذا بالعطف زال اللبس، ودل أنها دخلت على مدعو، فكسرت استمراراً على كسرها مع الظاهر، واستصحابا في حالها، وهي في "يا للعجب" مكسورة؛ لأنها في مدعو إليه، وأصل هذه "اللام" الفتح، ألا تراها مع المضمر كذلك، حيث لا يتبين الإعراب، وكسرت في الظاهر، لئلا تلتبس بلام الابتداء.

فإن قيل: فلم فتحت مع المدعو، وكسرت مع المدعو إليه؟. فالجواب: للفرق بينهما. فإن قيل: لو عكس لوقع الفرق، فلم خصت لام المدعو بالفرق؟.

فالجواب: أن المدعو منادى واقع المضمر، و"اللام" مع المضمر مفتوحة، فكان المدعو أولى بالفتح، لهذه العلة.

ووجه آخر: إنما كانت الأولى أولى بالفتح من الثانية، من قبل أن المدعو له لم يخرج عن منهاج ما تدخله "اللام" المكسورة، لأنك إذا قلت: يا "للعدو"، فمعناه: أدعوكم للعدو، فهي على أصلها.

والمنادى المدعو، في دخول "اللام" عليه، خارج عن القياس؛ لأن المنادى لا يحتاج إلى "لام"، فكان تغيير لامه أولى؛ لأن دخولها في غير موضعها، هو معنى حادث أوجب الفصل، فليس فتحها بالفتح الذي يجب في أصل "اللام"، إنما هو تغيير بعد لزوم الكسرة، والدليل على ذلك أنك إذا عطفت عليه، رددته إلى الكسر، وذلك أن الكسر قد صار كالأصل له، بعد الفتح.

وينبغي أن يكتب "يا لقومي"، و"يا للكهول". و"يا لبكر"، و"يا لله"، وما كان مثله مما فيه "لام الاستغاثة" موصولا كما ترى؛ وذلك أن هذه "لام الجر" في نحو

<<  <  ج: ص:  >  >>