للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: أفتروبن له:

وقدْ زعمتْ أنَّي تغيَّرتُ بعدها ... ومنْ ذا الذي يا عزُّ لا يتغيَّرُ

تغيَّرَ جسمي والخليقةُ كالَّتي ... علمتِ ولمْ يخبرْ بسرِّكِ مخبرُ

فقالت: ما سمعت هذا، ولكني سمعتهم ينشدون له:

كأنِّي أنادي صخرةً حينَ أعرضتْ ... منَ الصُّمِ لو تمشي بها العصمُ زلَّتِ

صفوحاً فما تلقاكَ إلاَّ بخيلةً ... فمنْ ملَّ منها ذلكَ الوصلَ ملَّتِ

قال الصولي: أبو بكر محمد بن يحيى بن العباس: كان لكثير بن عبد الرحمن غلام تاجر فأتى الشام وهي لا تعرفه، فابتاعت منه حاجتها، ولم تدفع له ثمنها، فكان يختلف إليها مقتضباً، فأنشد يوماً قول مولاه:

قضى كلُّ ذي دين.... البيت

فقالت له المرأة التي ابتاعت الثياب لها: فهذه والله دار عزة، ولها ابتعت الثياب.

فقال: وأنا والله غلام كثير، فأشهد الله أن الثياب لها، ولا آخذ من ثمنها شيئاً، فبلغ ذلك كثيراً فقال: وأنا والله أشهد أنه حر، وأن ما بقي من المال له.

<<  <  ج: ص:  >  >>