للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثله ما أنشد أبو زيد:

قطوبٌ فما تلقاهُ إلاَّ كأنَّما ... زوى وجههُ أنْ لاكه فوهُ حنظلِ

وقال ذو الرمة:

ولمْ أمدحْ لأرضيهُ بشعري ... لئيماً أنْ يكونَ أصابَ مالا

معنى البيت

وصف بعد همته، فيقول: لو كان سعيي في الدنيا لأدنى حظ منها، لكفتني البلغة من العيش، ولم أتجشم الأمور العظيمة، وبعد البيت ما يدل على هذا.

ولكنَّما أسعى لمجدٍ موثَّلٍ ... وقدْ يدركُ المجدَ المؤثَّلَ أمثالي

فإن قيل: كيف يجتمع قوله هذا مع قوله:

ألا إلاَّ تكنْ إبلٌ فمعزى ... كأنَّ قرون جلَّتها العصيُّ

ثم قال:

فتوسعُ أهلها أقطاً وسمناً ... وحسبكَ منْ غنىً شبعٌ وريُ

فالجواب: إن التقاءهما من جهة القناعة، والجود بما وراءها لأن المرء لا يكون جواداً محضاً، حتى يقنع باليسير، ويجود يالخطير الكثير، ويؤثر، على نفسه ولو كان به

<<  <  ج: ص:  >  >>