للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الغرض، لقابل العين الصحيحة، وهيجه، بالعور، وهو عرض وهذا قبيح في الصنعة.

وقد يجوز أن يريد: العين الصحيحة، بذات العور، فحذف.

وكل هذا، ليقابل الجوهر بالجوهر، لأن مقابلة الشيء بنظيره أذهب في الصنع وأشرف في الموضع.

قال سيبويه: "حدثنا بعض العرب، أن رجلاً من بني أسد، قال يوم جبلة، واستقبلته بعير أعور، فتطير، فقال: يا بني أسد، "أعور وذا ناب"، فاستعمل الأعور للبعير".

ووجه نصبه، أنه لم يرد: أن يسترشدهم، ليخبروه عن عوره، وصحته، ولكنه نبههم، قال: أتستقبلون أعور وذا ناب، فالاستقبال في حال تنبيهه إياهم كان واقعاً، وأراد أن يثبت الأعور، ليحذروه.

فأما قول سيبويه في تمثيل النصب: أتعورون، فليس من كلام العرب، ونظير ذلك قوله في "الأعيار" من قول الشاعر:

أفي السِّلمِ أعياراً جفاءً وغلظةً ... وفي الحربِ أشباهُ الَّنساءِ العواركِ

<<  <  ج: ص:  >  >>