للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تزاحمنا عندَ المكارمِ جعفرٌ ... بأعجازها إذْ أسلمتها صدورها

فأمَّا الصدورُ لا صدورَ لجعفرٍ ... ولكنَّ أعجازاً سديداً ضريرها

فالصدور على هذا يعني بها رجالهم والأعجاز كناية عن نسائهم، يعني أن شرفهم، وفضلهم، إنما هو من قبل مناكح نسائهم، لا من قبل أحساب رجالهم، ومثل هذا قول الآخر يهجو بني عبس:

فسادةُ عبسٍ في الحديثِ نساؤها ... وقادةُ عبسٍ في القديمِ عبيدها

فشرف عبس في القديم بعنترة، وكان هجيناً، وشرفهم في الحديث بمصاهرتهم لبني أمية، وذلك أن ولادة بنت العباس بن جزي لعبسي، كانت تحت عبد الملك بن مروان، وهي أم ولديه، سليمان، والوليد.

وقوله: "شديد ضريرها": معناه كثير ما يهونها بعلها ويكلفها ما يشق عليها، إذ ليست عنده بكريمة، ولا حظية، إذ ليست أيضاً مرعية لحسبها، ولا لكرم قومها، فهو يسومها الخسف، وتقيم عنده على أشد الهوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>