للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خاطب عبيد بن الأبرص بهذا الشعر حجراً أبا امرىء القيس الكندي، يستعطفه لبني أسد.

حكاية: وذلك أن حجراً كان يأخذ منهم إتاوة، فمنعوها إياه، فأمر بقتلهم بالعصا، فلذلك سموا "عبيد العصا"، ونفي من بقي منهم إلى"تهامة"، وأمسك منهم عمرو بن مسعود، وعبيد بن الأبرص، فلذلك قال عبيد بن الأبرص، في هذه الكلمة:

ومنعتهم نجداً فقد ... حلُّوا على وجلِ تهامَه

أنت المليكُ عليهم ... وهم العبيدُ إلى القيامه

فرق لهم حجر، وأمر برجوعهم إلى ديارهم.

فأضطغنوا عليه ما فعل بهم، فقتلوه.

وأما تشبيه عبيد أمر بني أسد بأمر الحمامه، فتلخيصه أنه ضرب النشم مثلا لذوي الحزم، وصحة الرأي والتدبير، وضرب الثمام مثلا، لذوي العجز والتقصير.

وأراد أن ذوي العجز منهم، شاركوا ذوي الحزم في آرائهم، فأفسدوا عليهم تدبيرهم، فلم يقدر الحكماء على ما أفسد السفهاء، كما أن الثمام لما خالطه النشم في بنيان العش. فسد العش وسقط، لوهن الثمام وضعفه، ولم يقدر النشم على إمساكه، لشدة قوته، ونظير هذا قول الآخر:

ولكنَّ قومي عزَّهم سفهاؤهُم ... على الرأي حتى ليس للرأي حاملُ

تظوهرَ بالعُدوان واختيل بالغنى ... وشورك في الرأي الرجالُ الأماثلُ

وأصحاب المعاني يقولون في قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>