للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ (١٨) } .

وعن قتادة: {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ} ، قال: وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة. وعن مجاهد في قوله: {وَاسْتَفْتَحُواْ} ،

قال: الرسل كلها استنصروا، {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} ، قال: معاند للحق مجانبه. وقال ابن زيد: كان استفتاحهم بالبلاء، كما استفتح قوم هود {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} .

وقال ابن كثير: ويحتمل أن يكون هذا مرادًا وهذا مرادًا. وعن مجاهد في قوله: {مِن مَّاء صَدِيدٍ} ، قال: قيح ودم. {يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} ، قال: تعلق نفسه عند حنجرته فلا تخرج.

وقال ابن جرير: وقوله: {وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} ، يقول: ومن وراء ما هو فيه من العذاب. يعني: أمامه وقدامه، {عَذَابٌ غَلِيظٌ} .

وعن ابن عباس: قوله: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} ، يقول: الذين كفروا بربهم وعبدوا غيره فأعمالهم يوم القيامة: كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على شيء من أعمالهم ينفعهم، كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل عليه الريح في يوم عاصف، {ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} .

قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٩) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (٢٠) وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء

عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (٢١) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٢) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ (٢٣) } .

عن ابن جريج قوله: {فَقَالَ الضُّعَفَاء} الأتباع {لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ} ، قال: للقادة. وقال ابن زيد إن أهل النار قال بعضهم لبعض: تعالوا فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرّعهم إلى الله، فتعالوا نبكي ونتضرّع إلى الله، قال: فبكوا فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: تعالوا فما أدرك أهل الجنة الجنة إلا بالصبر، تعالوا نصبر، فصبروا صبرًا لم ير مثله، فلم ينفعهم ذلك فعند ذلك قالوا: {سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>