للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون} ، وقد احتاج إلى الرضاع والتمس الثدي، وجمعوا له المراضع حين ألقى الله محبتهم عليه، فلا يؤتى بامرأة فيقبل ثديها فيرمضهم ذلك، فيؤتى بمرضع بعد

مرضع فلا يقبل شيئًا منهم، فقالت لهم أخته حين رأت من وُجْدِهم ... به وحرصهم عليه: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} ؟ أي: لمنزلته عندكم وحرصكم على مسرة الملك؟ قالوا: هاتي فأتت أمه فأخبرتها فانطلقت معها حتى أتتهم، فناولوها إياه فلما وضعته في حجرها أخذ ثديها، وسرّوا بذلك منه وردّه الله إلى أمه، {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ} فبلغ لطف الله لها وله أن ردّ عليها ولدها، وعطف عليها نفع فرعون وأهل بيته، مع الأمَنَة من القتل الذي يُتخوف على غيره.

وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنما قتل موسى الذي قَتَل من آل فرعون خطأ، فقال الله له: {وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} » . قال ابن كثير: {فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ} ، وهو ما حصل له بسبب عزم آل فرعون على قتله، ففرّ منهم هاربًا حتى ورد ماء مدين.

وعن ابن عباس قوله: {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} ، يقول: اختبرناك اختبارًا {فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} ، قال ابن عباس يقول: لقد جئت ليمقات يا موسى. وقال قتادة: قدر الرسالة والنبوة.

قوله عز وجل: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١) اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (٤٢) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٤٣) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (٤٤) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا

أَوْ أَن يَطْغَى (٤٥) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (٤٦) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>