للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) } .

خاطب الله تعالى المؤمنين في ثمانية وثمانين موضعًا من القرآن، وهذا نهي من الله تعالى للمؤمنين أن يتشبهوا باليهود في قولهم: {رَاعِنَا} وذلك أن المسلمين كانوا يقولون: راعنا يا رسول الله، من المراعاة، أي: أرعنا سمعك، وكانت هذه اللفظة من الرعونة بلغة اليهود، يسبون بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً} وفي الحديث: «من تشبه بقوم فهو منهم» .

وقوله تعالى: {وَاسْمَعُوا} ، أي: ما تؤمرون به، وأطيعوا ... {وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .

قوله عز وجل: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١٠٥) } .

يبين تعالى عداوة الكافرين وحسدهم للمؤمنين؛ ليقطع المودة بينه وبينهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>