للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البغوي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} ، يعني: صلّوا لأن الصلاة لا تكون إلاَّ بالركوع والسجود، {وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ} ، أي: وحّدوه، {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} ، قال ابن عباس: صلة الرحم، ومكارم الأخلاق. {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، لكي: تسعدوا وتفوزوا بالجنة. وروى أبو داود عن خالد بن معدان رحمه الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «فضّلت سورة الحجّ على سائر القرآن بسجدتين» . وعن أبي الجهم: أن عمر سجد سجدتين في الحج وهو بالجابية وقال: (إن هذه فضلت بسجدتين) .

قوله عز وجل: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨) } .

قال ابن عباس في قوله: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} ، لا تخافوا في الله لومة لائم. وقال ابن زيد في قوله: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ} ، قال: هداكم. وعن ابن عباس في قوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ، قال: الحرج: الضيق، فجعل الله الكفارات مخرجًا من ذلك. وقال مقاتل: يعني: الرخص عند الضرورات: كقصر

<<  <  ج: ص:  >  >>