للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً (٥٠) } .

قال ابن عباس: ما عام بأكثر مطر من عام، ولكن الله يصرفه بين خلقه ثم قرأ: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا} . وعن عكرمة: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً} ، قال: قولهم في الأنواء.

قوله عز وجل: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (٥١) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (٥٢) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً (٥٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥٤) وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً (٥٥) } .

قال ابن عباس قوله: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ} ، قال: بالقرآن.

وعن مجاهد في قوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} أفاض أحدهما على الآخر، {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً} ، قال: لا يختلط البحر بالعذب. وعن الحسن في قوله: {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً} ، قال: هذا اليبس.

وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء} ، أي: النطف، {بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً} وهو القرابة، {وَصِهْراً} وهو الخلطة التي تشبه القرابة، {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً} . وعن الحسن في قوله {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً} قال: عونًا للشيطان على ربه

<<  <  ج: ص:  >  >>