للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن ابن عباس في قوله: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} ، قال: السكنية: الرحمة، {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ} ، قال: إن الله جل ثناؤه بعث نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بشهادة أن لا إله إلا الله، فلما صدقوا بها زادهم الصلاة، فلما صدقوا بها زادهم الصيام، فلما صدقوا به زادهم الزكاة، فلما صدقوا بها زادهم الحج، ثم أكمل لهم دينهم فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} ، قال فأوثق إيمان أهل الأرض وأهل السموات وأصدقه وأكمله شهادة أن لا إله إلا الله.

قال البغوي: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ} الطمأنينة والوقار، {فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} لئلاً تنزعج نفوسهم لما يرد عليهم.

قوله عز وجل: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠) } .

عن قتادة: قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} يقول: شاهدًا على أمته على أنه قد بلغهم، ومبشرًا بالجنة لمن أطاع الله، ونذيرًا من النار. وعن ابن عباس: {وَتُعَزِّرُوهُ} يعني: الإجلال {وَتُوَقِّرُوهُ} يعني: التعظيم. قال ابن جرير: ومعنى التعزير في هذا الموضع: التقوية بالنصرة والمعونة، ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم

والإجلال. قال البغوي: هذه الكنايات راجعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وها هنا وقف {وَتُسَبِّحُوهُ} ، أي: تسبحوا الله يريد تصلّوا له {بُكْرَةً وَأَصِيلاً} بالغداة والعشي قرأ ابن كثير وأبو عمرو ليؤمنوا ويعزروه ويوقروه ويسبحوه: بالياء فيهن

<<  <  ج: ص:  >  >>