للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شامل والكتاب أيضًا فيه كل الأشياء مضبوطة. وعن قتادة: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ} ، أي: كذبوا بالقرآن، {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ} ، يقول: فهم في أمر مختلط عليهم ملتبس، لا يعرفون حقه من باطله، {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} ، أي: ليس فيها شقوق، كقوله تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} . {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} أي: بسطناها {وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} قال قتادة: والرواسي الجبال {وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي: من كل نوع حسن.

وعن قتادة: قوله: {تَبْصِرَةً} نعمة من الله يبصرها العباد، ... {وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} ، أي: مقبل إلى الله بقلبه، {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ} بساتين، {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} قال ابن جرير: من البر والشعير وسائر أنواع الحبوب. وعن ابن عباس قوله: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} ، قال: النخل الطوال {لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ} يقول: بعض على بعض، {رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} أي: كما أحيينا الأرض بعد موتها كذلك نحيي الموتى بعد ذهابهم {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} قال البغوي: وجب لهم عذابي. ثم أنزل جوابًا لقولهم: {ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} ، {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} يعني: أعجزنا حين خلقناهم

أولاً فنعيا بالإعادة؟ وهذا تقريع لهم لأنهم اعترفوا بالخلق الأول وأنكروا البعث {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} ، أي: في شك {مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} وهو البعث بعد الموت. قال قتادة: فصار الناس فيه رجلين: مكذب ومصدق.

<<  <  ج: ص:  >  >>