للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٦) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) } .

عن قتادة: قوله: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} ، قال: يحمل كتابًا لا يدري ماذا عليه ولا ماذا فيه. قال الضحاك: ضرب الله هذا مثلاً للذين أُعطوا التوراة ثم كفروا. وقال ابن عباس: والأسفار: الكتب، فجعل الله مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يتّبع ما فيه كمثل الحمار يحمل كتاب الله الثقيل لا يدري ما فيه، ثم قال: {بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} الآية. وفي الحديث الصحيح: «من تكلّم يوم الجمعة والإِمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا» .

قال ابن كثير: ثم قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أي: إن كنتم تزعمون أنكم على هدى، وأن محمدًا وأصحابه على ضلالة

فادعوا بالموت على الضالّ من الفئتين {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أي: فيما تزعمونه قال الله تعالى: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} أي: بما يعملون لهم من الكفر والظلم والفجور، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} .

وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ، كقوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} ، قال قتادة: إن الله أذلّ ابن آدم بالموت. وفي معجم الطبراني عن الحسن عن سمرة مرفوعًا: «مثل الذي يفرّ من

<<  <  ج: ص:  >  >>