للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَرَارٍ مَّكِينٍ (٢١) إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ (٢٢) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٢٤) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً (٢٥) أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً (٢٦) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً (٢٧) وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٢٨) } .

قال ابن كثير: يقول تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ} ، يعني: من المكذبين للرسل المخالفين لما جاؤوهم به، {ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ} ، أي: ممن أشبههم، ولهذا قال تعالى: {كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} .

قال ابن جرير: ثم قال تعالى ممتنًا على خلقه ومحتجًا على الإعادة بالبداءة، {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ} قال البغوي: يعني: النطفة. {فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ} يعني: الرحم، {إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ} وهو وقت الولادة {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} أي: المقدرون {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً} قال ابن عباس: كنا أحياء وأمواتًا. وقال الشعبي: بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ} ، يعني: الجبال، {وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً} عذبًا {وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} ، قال مقاتل: وهذا كله أعجب من البعث الذي تكذبون به.

قوله عز وجل: {انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٩) انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (٣٠) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (٣١) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (٣٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٣٤) هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ (٣٥) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (٣٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٣٧) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٤٠) } .

<<  <  ج: ص:  >  >>